- الأنبا ميخائيل لـ «الأنباء»: زيارة الوفود للعاصمة الإدارية تعطي رسالة راقية للعالم
القاهرة ـ ناهد إمام
وجه بيتر ألتماير الوزير الاتحادي للاقتصاد والطاقة بجمهورية ألمانيا الاتحادية الشكر إلى مصر لما قدمته من حضارة عريقة كانت بمنزلة مصدر إلهام لحضارة ألمانيا، مؤكدا أن وضع حجر الأساس للجامعة الألمانية في العاصمة الإدارية الجديدة حدث تاريخي بين البلدين.
وقال ألتماير ـ في تصريحات عقب وضع حجر أساس الجامعة الألمانية الدولية «جامعة العلوم التطبيقية في العاصمة الإدارية الجديدة»، بحضور د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ود. سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، ود.أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية في القاهرة، وممثلي تحالف الجامعات الألمانية وأعضاء في مجلس النواب الألماني - إن هناك آلاف الطلاب سيجدون الفرصة الجيدة للتعليم الجيد في الجامعة الألمانية بالعاصمة الإدارية، منوها بأن الجامعة ستكون مركزا للصناعة وتعليم المهارات.
وأضاف: «الجامعات التطبيقية الألمانية منذ 40 عاما لم تكن تأخذ حقها في التقدير، وحاليا أصبحت عمودا أساسيا في التعليم العالي في ألمانيا، كما يوجد حاليا تزاوج بين الجامعات التطبيقية والصناعة والاقتصاد، فأخرج هذا التزاوج طلابا مهاريين في سوق العمل».
وأشار إلى أن الجامعة الألمانية للعلوم التطبيقية تعد أول جامعة من نوعها خارج الحدود الألمانية، مما يعد نموذجا فريدا جدا، موضحا أن هذا النظام التعليمي يتماشى مع سياسة مصر وما يراه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية من توفير تعليم متميز يهدف لاتاحة فرص عمل للشباب، وأنه يجب أن نقوم بدورنا من أجل شباب المنطقة.
وقال إن مصر دولة صاعدة وواعدة ولها أهمية كبرى وشريكة لألمانيا منذ القرن الـ 19 عندما جاء الألمان لمصر للتنقيب عن الآثار، مشيرا إلى أن هناك مصريين درسوا في جامعات ألمانية تستطيع تحقيق الأهداف المشتركة.
وقال: «أنا أرى أن هذا المكان مناسب جدا لإنشاء الجامعة، وباسم أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، أرسل إليكم تحياتها، وتمنياتي لكم بالنجاح».
من جانبه، قال كريستيان ميلر نائب سكرتير عام هيئة «DAAD» الألمانية للتبادل العلمي، إن الهيئة تدعم المصريين منذ ستينيات القرن الماضي من خلال المنح، وأن ثاني مكتب للهيئة في العالم تم افتتاحه في القاهرة عام 1960.
ورحب ميلر بالوفد الألماني الذي يمثل مجموعة من قادة الصناعة والاقتصاد ونواب البرلمان الألماني، قائلا: «شرف كبير أن أكون موجودا ممثلا عن هيئة DAAD، وشكرا للدعوة في حدث تاريخي في مصر».
وأشار إلى أن تأسيس الجامعة الألمانية الدولية مع شركاء متميزين في ألمانيا خطوة جديدة للتاريخ الأكاديمي بين مصر وألمانيا، موضحا أن قوة العلاقات المصرية الألمانية أكاديميا ترجع إلى تأسيس الجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2002، حيث اهتمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتلك الجامعة، فأصبحت أكبر وأهم شراكة عابرة للحدود.
ولفت ميلر الى أن الجامعة الألمانية بالقاهرة تقدم التعليم والاستقلالية والبحث العلمي بصورة متميزة، وقال: «نشارك هذه المبادئ مع مصر من خلال التعليم العابر للحدود».
وشهدت الجولة تفقد ألتماير محطة سيمنز بالعاصمة الإدارية والتي تقع على مساحة 175 فدانا، وتم إنشاؤها في سنتين ونصف السنة وتبلغ طاقتها الإجمالية 4800 ميجا وات.
وفي تصريحات خاص لـ«الأنباء»، اعلن د. خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي عن بدء الدراسة في الجامعة الألمانية GIU بالعاصمة الإدارية العام المقبل، موضحا أن المهندسين سيبدأون العمل خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وخلال زيارة وزير الاقتصاد والطاقة الألماني لكاتدرائية ميلاد السيد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة قال الأنبا ميخائيل أسقف منطقة حدائق القبة والعباسية والوايلي ونائب قداسة البابا تواضروس في تصريحات خاصة لـ«الأنباء»، إن الزيارة تؤكد ان العالم ينظر لمصر نظرة مختلفة فيها اعتزاز والتعريف بما تعمله مصر اليوم من تنمية شاملة وحقيقية.
واضاف الانبا ميخائيل، انها رسالة قوية للعالم بأن تعالوا استثمروا أموالكم وطاقاتكم ومواهبكم في مصر فأرضنا خصبة للنمو والرخاء.
ويعد توجه مصر في الوقت الحالي نحو التطوير والنمو وحياة أفضل.
ونحن نشعر بذلك على كل المستويات وقد نكون بحاجة إلى بعض الوقت ووضع أيدينا في ايد بعض.. حتى نثبت للعالم انه لو استثمرت فستجد معك رجالة تنجح مشروعاتك بايجابية وجودة عالية.
واشار الى ان الرئيس وعد خلال عامين أن يكون فيه مدينة تبدأ بأرض مقدسة واتجاه رائع الكنيسة والجامع وتثبت عظمة مصر أن كلمتها تحققها.
واضاف الأنبا، ان زيارة الوفود سواء العربية أو الأجنبية للعاصمة الإدارية والكاتدرائية تعطي الانطباع الحقيقي ورسالة راقية للعالم وعكس الصورة السلبية التي يتم تصديرها للخارج بل بالعكس هي صورة إيجابية وتظهر كيف نتعامل مع كل الحقوق الاوروبية ونحترم الآخر ولدينا القيم التي تتعايش بها مع كل الناس.
واكد الانبا ميخائيل، أن زيارة الوفود الخارجية ايضل رسالة ضد ما يتردد من وجود تفرقة بين أطياف المجتمع حيث يرون الإيجابية الموجودة ولا نعرف التفرقة وهذا جديد علينا خاصة ان الذي قام ببناء الجامع أو الكاتدرائية كان مسلم ومسيحي وبالمثقفين والمتعلمين ولحبنا لبعض وتمسكنا بقيمنا ومبادئنا السليمة سنتمكن من تقويم بلدنا بصورة كويسة جدا.
واستمرار لزيارة وزير الاقتصاد الالماني لمصر عقد منتدى الاعمال المصري ـ الالماني، ودعت د. سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، الشركات الالمانية إلى ضخ المزيد من الاستثمارات إلى مصر، حيث تبلغ قيمة الاستثمارات الالمانية في مصر حاليا 7.1 مليارات دولار، وبلغ عدد الشركات الالمانية في مصر نحو 1215 شركة.
وأوضحت الوزيرة، أن هناك 1000 فرصة استثمارية على مستوى الجمهورية، من بينها 25 فرصة استثمارية في العاصمة الإدارية الجديدة.
وأكد التماير، حرص بلاده على زيادة استثماراتها في مصر، وان هناك فرصا كبيرة للتعاون بين البلدين وبصفة خاصة في مجالات التعليم والتعليم العالي والتكنولوجيا والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والطاقة والانشاءات.
وأكد م. عمرو نصار وزير التجارة والصناعة حرص مصر على زيادة مجالات التعاون التجاري والاستثماري المشترك بين البلدين، لافتا في هذا الصدد إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وألمانيا قد بلغ 4.7 مليارات دولار خلال عام 2018 حيث زادت الصادرات المصرية إلى ألمانيا بنسبة 11.2% لتصل إلى 663 مليون دولار الأمر الذي يسهم في إصلاح الخلل في الميزان التجاري بين البلدين من خلال زيادة نفاد الصادرات المصرية للسوق الألماني.
ودعا الوزير مجتمع الأعمال الألماني للاستثمار في مدينة النسيج بالسادات والتي تعتزم مصر إنشاءها لتصبح أكبر مدينة لتصنيع المنسوجات والملابس في مصر حيث تمتد على مساحة 3.1 ملايين متر مربع وتستوعب نحو 592 مصنعا.
وفي ختام المنتدى، شهدت الوزيرة ووزير البترول، توقيع م. عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، وبيتر التماير، وزير الاقتصاد والطاقة الالماني على محضر الاجتماع الخامس للجنة المصرية ـ الالمانية المشتركة.